-A +A
حمود أبوطالب
برر ممثل حركة حماس إهداءه درعاً رمزياً لممثل حركة الحوثيين بأنه تعبير عن كونهما «شركاء في الشرف والأجر في حماية الأقصى وجميع مقدسات المسلمين، وتقديراً لما تقوم به الحركة الحوثية من دعم للقضية الفلسطينية». نعم هذا ما قاله صاحب الوجه الكئيب المسمى معاذ أبو شمالة وهو يصرح للإعلاميين بكل ما فيه من وقاحة وكذب وفجور، ليكون ذلك المشهد لقطة جديدة في مسلسل الخزي الذي تمثله حماس وتخرجه وتنتجه مؤسسة الملالي في طهران.

نحن لسنا بحاجة إلى تأكيد المؤكد بشأن عمالة الحركتين لإيران، وانحطاط المسؤولين عنهما وبيعهم شعبين عزيزين في البورصة الإيرانية، ولكن نود أن يفيق من لا يزال يصدق أن حماس حركة مقاومة إسلامية همها الأول والأخير فلسطين، أو أنها تتمتع بأدنى قدر من الشرف والمروءة في منهجها السياسي. هكذا قفزت الحركة على كل المآسي التي تسببت فيها لأهالي غزة ليطير ممثلها إلى صنعاء للقاء ممثل حركة مماثلة، ثم يلهج بشرف المقاومة وتحرير المقدسات الإسلامية، وهو الخطاب نفسه الذي يردده الحوثيون ويقصدون به الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وبصيغة أوضح هم يتحدثون عن المملكة، فهل هناك مهزلة أكبر من هذه المهزلة؟


نحن نعيش مرحلة مفارقات صارخة، فالخونة يتحدثون عن المقاومة والتحرير، والعملاء يتحدثون عن الوطنية والشرف، والشراذم تدعي أنها تمثل الشعوب. إنها مرحلة كئيبة ليس في تأريخ منطقتنا، بل في التأريخ الإنساني عموماً، ولا بد من إنهائها؛ لأنها وصمة عار على الإنسانية.